﴿ وَنَادَى أصحاب الجنة ﴾ ﴿ ونادى أصحاب الأعراف ﴾ ونظائرِهما، وإنما يقولون ذلك تفويضاً للأمر إلى علمه تعالى وإحاطتِه بما اعتراهم من جهتهم من مقاساة الأهوال ومعاناة الهموم والأوجال وعَرْضاً لعجزهم عن بيانه لكثرته وفظاعتِه ﴿ إِنَّكَ أَنتَ علام الغيوب ﴾ تعليل لذلك، أي فتعلَمُ ما أجابوا وأظهروا لنا وما لم نعلمْه مما أضمَروه في قلوبهم، وفيه إظهارٌ للشَّكاةِ وردّ للأمر إلى علمه تعالى بما لَقُوا من قبلهم من الخطوب، وكابدوا من الكروب، والتجاءٌ إلى ربهم في الانتقام منهم، وقيل : المعنى لا علم لنا بما أحدثوا بعدنا، وإنما الحكم للخاتمة ورُدَّ ذلك بأنهم يعرفونهم بسيماهم فكيف يخفى عليهم أمرُهم؟ وأنت خبير بأن مُرادهم حينئذ أن بعضهم كانوا في زمانهم على الحق ثم صاروا كَفَرة، وعن ابن عباس ومجاهد والسُدّي رضي الله عنهم أنهم يفزَعون من أول الأمر ويذهَلون عن الجواب ثم يُجيبون بعدما ثابت إليهم عقولُهم بالشهادة على أممهم، ولا يلائمه التعليل المذكور. وقيل : المرادُ به المبالغةُ في تحقيق فضيحتهم، وقرىء ( علامَ الغيوب ) بالنصب على النداء أو الاختصاص بالمدح، على أن الكلام قد تم عند قوله تعالى :﴿ أَنتَ ﴾ أي إنك أنت المنعوتُ بنعوتِ كمالِك المعروفُ بذلك. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾
ومن فوائد الآلوسى فى الآية
قال رحمه الله :