﴿ بِإِذْنِى وَتُبْرِىء الأكمه والأبرص بِإِذْنِى ﴾ عطف على ﴿ تَخْلُقُ ﴾. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
قال هنا ﴿ فتنفخ فيها ﴾ وقال في سورة آل عمران ( ٤٩ ) ﴿ فانفخ فيه ﴾ فعن مكّي بن أبي طالب أنّ الضمير في سورة آل عمران عادَ إلى الطير، والضمير في هذه السورة عاد إلى الهيئة.
واختار ابن عطية أن يكون الضمير هنا عائداً إلى ما تقتضيه الآية ضرورة.
أي بدلالة الاقتضاء.
وذلك أنّ قوله : وإذْ تَخْلُق من الطين كهيئة الطير } يقتضي صوراً أو أجساماً أو أشكالاً، وكذلك الضمير المذكّر في سورة آل عمران ( ٤٩ ) يعود على المخلوق الذي يقتضيه ﴿ أخْلُق ﴾ وجعله في الكشاف } عائداً إلى الكاف باعتبار كونها صفة للفظ هيئة المحذوف الدّال عليه لفظ هيئة المدخول للكاف وكلّ ذلك ناظر إلى أنّ الهيئة لا تصلح لأن تكون متعلّق ﴿ تنفخ ﴾، إذ الهيئة معنى لا ينفخ فيها ولا تكون طائراً.
وقرأ نافع وحده ﴿ فتكون طائراً ﴾ بالإفراد كما قرأ في سورة آل عمران.
وتوجيهها هنا أنّ الضمير جرى على التأنيث فتعيّن أن يكون المراد وإذ تخلق، أي تقدّر هيئة كهيئة الطير فتكون الهيئة طائراً، أي كلّ هيئة تقدّرها تكون واحداً من الطير.
وقرأ البقية "طيراً" بصيغة اسم الجمع باعتبار تعدّد ما يقدّره من هيئات كهيئة الطير.
وقال هنا ﴿ وإذا تخرج الموتى ﴾ ولم يقل :﴿ وأحي الموتى ﴾، كما قال في سورة آل عمران ( ٤٩ )، أي تخرجهم من قبورهم أحياء، فأطلق الإخراج وأريد به لازمه وهو الإحياء، لأنّ الميّت وضع في القبر لأجل كونه ميّتاً فكان إخراجه من القبر ملزوماً الانعكاس السبب الذي لأجله وضع في القبر.
وقد سمّى الله الإحياء خروجاً في قوله :﴿ وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج ﴾ [ ق : ١١ ] وقال :﴿ إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون ﴾ [ المؤمنون : ٣٥ ]. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon