إنه تعالى اعتبر الإذن في خلق الطين كهيئة الطير، وفي صيرورته ذلك الشيء طيراً.
وإنما أعاد قوله ﴿بِإِذْنِى﴾ تأكيداً لكون ذلك واقعاً بقدرة الله تعالى وتخليقه لا بقدرة عيسى وإيجاده. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٠٥﴾
وقال الآلوسى :
وقوله سبحانه :﴿ وَإِذْ تُخْرِجُ الموتى بِإِذْنِى ﴾ عطف على ﴿ إِذْ تَخْلُقُ ﴾ أعيدت فيه "إذ" كما قيل لكون إخراج الموتى من قبورهم لا سيما بعد ما صاروا رميماً معجزة باهرة حرية بتذكير وقتها صريحاً.
وما في النظم الكريم أبلغ من تحيي الموتى فلذا عدل عنه إليه.
وقد تقدم الكلام في بيان من أحياهم عليه الصلاة والسلام مع بيان ما ينفعك في هذه الآية في سورة آل عمران ( ٩٤ ) وذكر "بإذني" هنا أربع مرات وثمة مرتين قالوا : لأنه هنا للامتنان وهناك للإخبار فناسب هذا التكرار هنا. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿وَتُبْرِىء الأكمه والأبرص بِإِذْنِى﴾
قال الفخر :
وإبراء الأكمه والأبرص معروف وقال الخليلي : الأكمه من ولد أعمى والأعمى من ولد بصيرا ثم عمي.
قوله تعالى :﴿وَإِذْ تُخْرِجُ الموتى بِإِذْنِى﴾ أي وإذ تخرج الموتى من قبورهم أحياء باذني أي بفعلي ذلك عند دعائك، وعند قولك للميت أخرج بإذن الله من قبرك، وذكر الإذن في هذه الأفاعيل إنما هو على معنى إضافة حقيقة الفعل إلى الله تعالى كقوله :﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله﴾ [ آل عمران : ١٤٥ ] أي إلا بخلق الله الموت فيها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٠٥﴾. بتصرف يسير.
قوله تعالى ﴿وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِى إِسْرئيل عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بالبينات﴾

فصل


قال الفخر :
قوله ﴿إِذْ جِئْتَهُمْ بالبينات﴾ يحتمل أن يكون المراد منه هذه البيّنات التي تقدم ذكرها، وعلى هذا التقدير فالألف واللام للعهد.
ويحتمل أن يكون المراد منه جنس البينات.


الصفحة التالية
Icon