فمن قرأ بالرفع، قال الزجاج : التقدير هذا اليوم يوم منفعة الصادقين، وأما النصب ففيه وجوه : الأول : على أنه ظرف لقال والتقدير : قال الله هذا القول لعيسى يوم ينفع.
الثاني : أن يكون التقدير : هذا الصدق واقع يوم ينفع الصادقين صدقهم، ويجوز أن تجعل ظروف الزمان أخباراً عن الأحداث بهذا التأويل كقولك : القتال يوم السبت، والحج يوم عرفة، أي واقع في ذلك اليوم، والثالث : قال الفرّاء :﴿يَوْمٍ﴾ أضيف إلى ما ليس باسم فبني على الفتح كما في يومئذ.
قال البصريون هذا خطأ لأن الظرف إنما يبنى إذا أضيف إلى المبنى كقول النابغة
على حين عاتبت المشيب على الصبا.. بنى ( حين ) لإضافته إلى المبنيّ، وهو الفعل الماضي، وكذلك قوله ﴿يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ﴾ [ الإنفطار : ١٩ ] بني لإضافته إلى ( لا ) وهي مبنية، أما هنا فالإضافة إلى معرب لأن ينفع فعل مستقبل، والفعل المستقبل معرب فالإضافة إليه لا توجب البناء والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١١٤ ـ ١١٥﴾
وقال القرطبى :
قرأ نافع وابن مُحَيْصِن "يَوْمَ" بالنصب، ورفع الباقون وهي القراءة البيّنة على الابتداء والخبر، فيوم ينفع خبر ل "هذا" والجملة في موضع نصب بالقول.
وأما قراءة نافع وابن مُحَيْصِن فحكى إبراهيم بن حميد عن محمد بن يزيد أن هذه القراءة لا تجوز، لأنه نصب خبر الإبتداء، ولا يجوز فيه البناء.
وقال إبراهيم بن السَّري : هي جائزة بمعنى قال الله هذا لعيسى ابن مريم يوم ينفع الصادقين صدقهم ؛ ف "يوم" ظرف للقول، و"هذا" مفعول القول والتقدير ؛ قال الله هذا القول في يوم ينفع الصادقين.
وقيل : التقدير قال الله عز وجل هذه الأشياء تنفع يوم القيامة.
وقال الكسائي والفَرّاء : بني يوم ها هنا على النصب ؛ لأنه مضاف إلى غير اسم ؛ كما تقول : مضى يومئذ ؛ وأنشد الكِسائي :
على حينَ عاتبتُ المِشيبَ على الصِّبَا...
وقلتُ أَلَمَّاً أَصْحُ والشَّيْبُ وازِعُ


الصفحة التالية
Icon