وقال أبو حيان :
﴿ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ﴾ هذا كأنه جواب سائل ما لهم جزاء على الصدق؟ فقيل : لهم جنات.
﴿ خالدين فيها أبداً ﴾ إشارة إلى تأييد الديمومية في الجنة.
﴿ رضي الله عنهم ورضوا عنه ﴾ قيل : بقبول حسناتهم ﴿ ورضوا عنه ﴾ بما آتاهم من الكرامة.
وقيل : بطاعتهم ورضوا عنه في الآخرة بثوابه.
وقال الترمذي : بصدقهم ﴿ ورضوا عنه ﴾ بوفاء حقهم.
وقيل : في الدنيا ورضوا عنه في الآخرة.
وقال أبو عبد الله الرازي : في قوله ﴿ رضي الله عنهم ﴾ هو إشارة إلى التعظيم هذا على ظاهر قول المتكلمين، وأما عند أصحاب الأرواح المشرقة بأنوار جلال الله تعالى فتحت قوله :﴿ رضي الله عنهم ورضوا عنه ﴾ أسرار عجيبة لا تسمح الأقلام بمثلها جعلنا الله من أهلها ؛ انتهى.
وهو كلام عجيب شبيه بكلام أهل الفلسفة والتصوّف.
﴿ ذلك الفوز العظيم ﴾ ذلك إشارة إلى ما تقدم من كينونة الجنة لهم على التأييد وإلى رضوان الله عنهم، لأن الجنة بما فيها كالعدم بالنسبة إلى رضوان الله وثبت في الصحيح أن رسول الله ﷺ قال :" يطلع الله على أهل الجنة فيقول : يا أهل الجنة هل رضيتم؟ فيقولون : يا ربنا وكيف لا نرضى وقد بعدتنا عن نارك وأدخلتنا جنتك، فيقول الله تعالى : ولكم عندي أفضل من ذلك فيقولون : وما أفضل من ذلك؟ فيقول الله عز وجل : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعدها أبداً ". أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon