وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
قوله :﴿فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ﴾ وفى الشعراء ﴿فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ﴾ لأَنَّ سورة الأَنعام متقدّمة فقيّد التكذيب بقوله :﴿بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ﴾ ثمّ قال :﴿فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ﴾ على التمام، وذكر فى الشعراءِ ﴿فَقَدْ كَذَّبُواْ﴾ مطلقا ؛ لأَن تقييده فى هذه السّورة يدلّ عليه، ثمّ اقتصر على السّين هناك بد (فسوف) ليتَّفق اللفظان فيه على الاختصار.
قوله ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا﴾ فى بعض المواضع بغير واو ؛ كما فى هذه السّورة، وفى بعضها بالواو، وفى بعضها بالفاءٍ ؛ هذه الكلمة تأتى فى القرآن على وجهين : أَحدهما متَّصل بما كان الاعتبار فيه بالمشاهدة، فذكره بالأَلف والواو، ليدلّ الألف على الاستفهام، والواو على عطف جملة على جملة قبلها، وكذا الفاءُ، ولكنَّها أَشدّ اتِّصالاً بما قبلها، والثانى متَّصل بما الاعتبارُ فيها بالاستدلال، فاقتُصِر على الأَلف دون الواو والفاءِ، ليجرى مَجْرَى الاستئناف ؛ ولا يَنْقُصُ هذا الأَصلَ قوله ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ﴾ فى النَّحل ؛ لاتِّصالها بقوله ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ﴾ وسبيله الاعتبار بالاستدلال، فبنى عليه ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ﴾.
قوله ﴿قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ [ثُمَّ انْظُرُواْ﴾ فى هذه السورة فحسب.


الصفحة التالية
Icon