١١٢ - قوله إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله ١١٧ وفي ن والقلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ٧ بزيادة الباء ولفظ الماضي لأن إثبات الباء هو الأصل كما في ن والقلم وغيرها من السور لأن المعنى لا يعمل في المفعول به فنوى الباء وحيث حذفت أضمر فعل يعمل فيما بعده وخصت هذه السورة بالحذف موافقة لقوله الله أعلم حيث يجعل رسالته ١٢٤ وعدل هنا إلى لفظ المستقبل لأن الباء لما حذفت التبس اللفظ بالإضافة تعالى الله عن ذلك فنبه بلفظ المستقبل على قطع الإضافة لأن أكثر ما يستعمل لفظ أفعل من يستعمله مع الماضي نحو أعلم من دب ودرج وأحسن من قام وقعد وأفضل من حج واعتمر فتنبه فإنه من أسرار القرآن لأنه لو قال أعلم من ضل بدون الياء مع الماضي لكان المعنى أعلم الضالين
١١٣ - قوله اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون ١٣٥ بالفاء حيث وقع وفي هود سوف تعلمون ٩٣ بغير فاء لأنه تقدم في هذه السورة وغيرها قل فأمرهم أمر وعيد بقوله اعملوا أي
اعملوا فستجزون ولم يكن في هود قل فصار استئنافا وقيل سوف تعلمون في سورة هود صفة لعامل أي إني عامل سوف تعلمون فحذف الفاء
١١٤ - قوله سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء ١٤٨ وقال في النحل وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ٣٥ فزاد من دونه مرتين وزاد نحن لأن لفظ الإشراك يدل على إثبات شريك لا يجوز إثباته ودل على تحريم أشياء وتحليل أشياء من دون الله فلم يحتج إلى لفظ من دونه بخلاف لفظ العبادة فإنها غير مستنكرة وإنما المستنكر عبادة شيء مع الله سبحانه وتعالى ولا يدل على تحريم شيء كما يدل عليه أشرك فلم يكن لله هنا من يعتبره بقوله من دونه ولما حذف من دونه مرتين حذف معه نحن لتطرد الآية في حكم التخفيف


الصفحة التالية
Icon