أرأيتكم أي أخبرونى، وهو أسلوب يذكر للتعجيب والتنبيه إلى أن ما يذكر بعده غريب عجيب تقوم به الحجة على المخالف، يكشف أي يزيل ما تدعونه إلى كشفه إن شاء، والبأساء : تطلق على الحرب والمشقة، والبأس : الشدة فى الحرب، والعذاب الشديد، والقوة، والشجاعة، والضراء من الضر ضد النفع، والتضرع : إظهار الضراعة والخضوع بتكلف، والأخذ بالبأساء والضراء : إنزالهما بهم، مبلسون : أي متحسرون يائسون من النجاة، دابر القوم : آخرهم الذي يكون فى أدبارهم، وقطع دابرهم أي هلكوا واستأصلوا بالعذاب ولم يبق منهم أحد.
نصرف الآيات : أي نكررها على وجوه مختلفة، ومنه تصريف الرياح، ويصدفون : يعرضون عن ذلك. والمس : اللمس باليد، ويطلق على ما يصيب المدرك مما يسوءه غالبا من ضر وشر وكبر ونصب وعذاب.
الخزائن واحدها خزينة أو خزانة : وهى ما يخزن فيها الشيء الذي يراد حفظه ومنع التصرف فيه :" وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ " والغيب : ما غيّب علمه عن الناس بعدم تمكينهم من أسباب العلم به، وهو قسمان :
(١) غيب حقيقى : وهو ما غاب عن جميع الخلق حتى الملائكة وهو المعنىّ بقوله عز اسمه :" قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ".
(٢) غيب إضافى : وهو ما غاب علمه عن بعض المخلوقين دون بعض كالذى يعلمه الملائكة من أمر عالمهم وغيره ولا يعلمه البشر.
أما ما يعلمه بعض البشر بتمكينهم من أسبابه واستعمالهم لها ولا يعلمه غيرهم لجهلهم بتلك الأسباب أو عجزهم عن استعمالها فليس بداخل فى عموم الغيب الوارد فى كتاب اللّه.
وهذه الأسباب ضروب :
(١) ما هو علمى كالدلائل العقلية والعلمية، فعلماء الرياضة يستخرجون من دقائق المجهولات ما يعجز عنه أكثر الناس ويضبطون ما يقع من الخسوف والكسوف بالدقائق والثواني قبل وقوعه بألوف الأعوام.


الصفحة التالية
Icon