وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
تفسير سورة الأنعام
مكية وآياتها ١٦٥ آية
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الانعام وهي مكية قال أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا أبو حاتم روح بن الفرج مولى الحضارمة قال حدثنا أحمد بن محمد (أبو بكر العمري) قال حدثنا ابن أبي فديك قال حدثني عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص عن نافع أبي سهيل بن مالك عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ﷺ (نزلت سورة الانعام معها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح والارض لهم ترتج ورسول الله يقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات
١ قوله جل وعز (الحمد لله الذي خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور) قال قتادة خلق الله السماء قبل الأرض والليل قبل النهار والجنة قبل النار فأما قوله (والارض بعد ذلك دحاها) فمعناه بسطها ٢ وقوله جل وعز (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) قال مجاهد أي يشركون
قال الكسائي يقال عدلت الشئ بالشئ عدولا إذا ساويته به وهذا القول يرجع إلى قول مجاهد لانهم إذا عبدوا مع الله غيره فقد ساووه به وأشركوا
٣ وقوله جل وعز (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده) قال الحسن ومجاهد وعكرمة وخصيف وقتادة وهذا لفظ الحسن قضى أجل الدنيا من يوم خلقك إلى أن تموت (وأجل مسمى عنده) يعني الآخرة (ثم أنتم تمترون) أي تشكون وتعبدون معه غيره ٤ وقوله جل وعز (وهو الله في السموات وفي الارض) والالف واللام في أحد قولي سيبويه مبدلة من همزة والاصل عنده اله
فالمعنى على هذا هو المعبود في السموات وفي الأرض ويجوز أن يكون المعنى وهو الله المنفرد بالتأليه تعالى في السموات وفي الأرض كما تقول هو في حاجات الناس وفي الصلاة ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر ويكون المعنى وهو الله في السموات وهو الله في الأرض ٥ وقوله جل وعز (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن)