قيل القرن ستون عاما وقيل سبعون فيكون التقدير على هذا من أهل قرن وأصح من هذا القول القرن كل عالم في عصر لأنه مأخوذ من الاقتران أي عالم مقترن بعضهم إلى بعض وفي الحديث عن النبي ﷺ قال خير الناس القرن
الذي أنا فيه يعني أصحابه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (وأكثر أصحاب الحديث على أن القرن مائة سنة واحتجوا بأن النبي قال لعبد الله بن بسر (تعيش قرنا) فعاش مائة سنة ٦ وقوله جل وعز (وأرسلنا السماء عليهم مدرارا) أي تدر عليهم ومدرار فإن على التكثير كما يقال امرأة مذكار إذا كثرت ولادتها للذكور ومئناث ٧ وقوله جل وعز (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين)
أي قد جعلوا في أنفسهم الكفر والعناد فإذا رأوا آية قالوا سحر كما أنهم سألوا انشقاق القمر فلما انشق قالوا (هذا سحر مستمر) كذلك أيضا لو نزل الله عليهم كتابا من السماء لقالوا ان هذا الا سحر مبين ٨ وقوله جل وعز (وقالوا لولا أنزل عيه ملك ولو أنزلنا ملكا
لقضي الامر) قال ابن أبي نجيح عن مجاهد أي لقامت القيامة والمعنى عند أهل اللغة لحتم بهلاكهم وهو يرجع إلى ذلك القول ٩ وقوله جل وعز (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا) قال قتادة أي في صورة بني آدم
١٠ ثم قال تعالى (وللبسنا عليهم ما يلبسون) قال الضحاك يعني أهل الكتاب لانهم غيروا صفة النبي ﷺ في كتابهم وعصوا ما أمروا به قال الكسائي يقال لبست عليهم الامر ألبسه لبسا إذا خلطته أي أشكلته عمر ١١ وقوله جل وعز (فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون) الحيق في اللغة ما يعود على الانسان من مكروه فعله ومنه (ولا يحيق المكر السئ الا بأهله)


الصفحة التالية
Icon