١٢ وقوله جل وعز (قل لمن ما في السموات والارض قل لله) هذا احتجاج عليهم لانهم مقرون أن ما في السموات والارض لله فأمر الله النبي ﷺ أن يحتج عليهم بأن الذي خلق ما في السموات والارض قادر على أن يحييهم بعد الموت
١٣ ثم قال جل وعز (كتب ربكم على نفسه الرحمة) لأنه أمهلهم إلى يوم القيامة ويجوز أن يكون هذا تمام الكلام ويجوز أن تكون (ما) هذه تبيينا لأن قوله (ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه) معناه يمهلكم فهذا من رحمته جل وعز
١٤ وقوله جل وعلا (وله ما سكن في الليل والنهار) أي ثبت وهذا احتجاج عليهم أيضا ١٥ وقوله جل وعز (وهو يطعم ولا يطعم) كما تقول هو يرزق ولا يرزق ويعول ولا يعال وروي عن الاعمش أنه قرأ (وهو يطعم ولا يطعم) وهي قراءة حسنة أي ولا يأكل ١٦ وقوله جل وعز (من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه) المعنى من يصرف عنه العذاب ثم حذف لعلم
السامع وكذلك معنى (من يصرف) ١٧ وقوله جل وعز (وأوحي إلي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ) المعنى ومن بلغه القرآن ثم حذف الهاء لطول الاسم وقال مجاهد ومن أسلم من فصيح وأعجم وروي عن النبي ﷺ أنه قال (بلغوا القرآن عن الله جل وعز ومن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله) وقيل المعنى ومن بلغ الحلم كما يقال قد بلغ
فلان
١٨ وقوله جل وعز (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) ويجوز أن يكون المعنى القرآن والحديث يدل أن المعنى يعرفون النبي ﷺ وروي أن عمر قال لعبد الله بن سلام (أتعرف محمدا ﷺ كما تعرف ابنك فقال نعم وأكثر بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته وابني لا أدري ما كان من أمه ١٩ وقوله جل وعز (ثم لم تكن فتنتهم الا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) قال أبو سحاق تأويل هذه الآية لطيف جدا أخبر الله جل وعز بقصص المشركين وافتتانهم بشركهم ثم أخبر أن فتنتهم


الصفحة التالية
Icon