عن اتباع النبي ﷺ ويبعدون عنه قال مجاهد يعني به قريش وكذلك قال قتادة والضحاك يعني به الكفار وروى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال أخبرني من سمع ابن عباس يقول نزلت في (أبي طالب) كان ينهى عن أذى النبي ﷺ ويتباعد عنه والقول الاول أشبه لأنه متصل بأخبار الكفار وقولهم
٢٢ وقوله جل وعز (وان يهلكون الا أنفسهم) أي وبال ذلك يرجع عليهم لأن الله جل وعز يبدد جموعهم وينصره عليهم ٢٣ ثم قال جل وعز (وما يشعرون) أي وما يشعرون أن وبال ذلك يرجع عليهم
٢٤ وقوله جل وعز (ولو ترى إذ وقفوا على النار) في معناه ثلاثة أقوال ١ منها أن معنى (وقفوا على النار) أدخلوها كما يقال وقفت على ما عند فلان أي عرفت حقيقته ٢ وقيل معناه رأوها ٣ وقيل جاوزا عليها وهي من تحتهم
٢٥ ثم قال جل وعز (فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) المعنى ونحن لا نكذب بآيات ربنا رددنا أو لم نرد قال سيبوبه ومثله دعني ولا أعود أي ولا أعود تركتني أو لم تتركني ومن قرأ (ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) فمعناه عنده يا ليتنا وقع لنا الرد وأن لا نكذب قال أبو اسحاق وفيه معنى ان رددنا لم نكذب وقرأ ابن عامر (يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) بالنصب وقرأ عبد الله بن مسعود (ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين)
وقرأ أبي بن كعب (ولا نكذب بآيات ربنا أبدا) ٢٦ وقال جل وعز (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من
قبل) المعنى بل ظهر للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة يخفون عنهم من أمر البعث والقيامة لأن بعده (وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين) وقال بعض أهل اللغة ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فيه شئ محذوف والمعنى ولو ردوا قبل أن يعاينوا العذاب لانهم لا يكفرون بعدما عاينوا وهذا القول مردود لأن الله جل ثناؤه أخبر عنهم أنهم يقولون


الصفحة التالية
Icon