ومعنى (لا يكذبونك) لا يجدونك كاذبا كما تقول أحمدته إذا وجدته محمودا ويجوز أن يكون معنى المخففه لا يبينون عليك أنك كاذب لأنه يقال أكذبته إذا احتججت عليه وبينت أنه كاذب حدثنا محمد بن جعفر الانباري حدثنا شعيب بن أيوب الواسطي عن معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن أبي اسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال قال أبو جهل للنبي ﷺ انا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به فأنزل الله عز وجل
(فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) والقول في هذا مذهب أبي عبيد واحتجاجه لازم لأن عليا رحمة الله عليه هو الذي روى الحديث وقد صح عنه أنه قرأ بالتخفيف وحكى الكسائي عن العرب أكذبت الرجل أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه وكذبته أخبرت أنه كاذب ٣١ وقوله جل وعز (فان استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء) قال قتادة النفق الشرب في الأرض والسلم الدرج وكذلك هو في اللغة ومنه النافقاء أحد جحر اليربوع
قال أبو اسحاق والسلم مشتق من السلامة كأنه
يسلمك إلى الموضع الذي تريد والمعنى ان استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية فافعل ثم حذف هذا لعلم السامع أي ليس لك من الامر شئ ٣٢ ثم قال جل وعز (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى) أي لاراهم كما آية تضطرهم إلى الايمان ولكنه أراد جل وعز أن يثيب من آمن منهم ومن أحسن ويجوز أن يكون المعنى لطبعهم على الايمان ٣٣ ثم قال جل وعز (انما يستجيب الذين يسمعون) قال الحسن ومجاهد يراد به المؤمنون والمعنى الذين