يسمعون سماع قبول ٣٤ ثم قال جل وعز (والموتى يبعثهم الله) قال الحسن ومجاهد يراد به الكفار وقال غيرهما يراد به كل ميت ٣٥ وقوله جل جلاله (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم) وأكثر أهل التفسير يذهب إلى أن المعنى أنهم يخلقون كما يخلقون ويبعثون كما يبعثون وكذلك قال أبو هريرة يحشر الله جل وعز يوم القيامة الطير والبهائم فيبلغ من عدله أن يأخذ من القرناء للجماء ثم
يقول كوني ترابا فعند ذلك يقول الكافر (يا ليتني كنت ترابا) وقال مجاهد في قوله جل وعز (الا أمم أمثالكم) قال أصناف لهن أسماء تعرف بها كما تعرفون ومعنى (يطير بجناحيه) على التوكيد لانك قد تقول طرت في حاجتي ٣٦ وقوله جل وعز (قل أرأيتكم ان أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة) والمعنى أو أتتكم الساعة التي تبعثون فيها ٣٧ ثم قال جل وعز (أغير الله تدعون ان كنتم صادقين)
في هذا أعظم الاحتجاج عليهم لانهم كانوا يعبدون الاصنام فإذا وقعوا في شدة دعوا الله ٣٨ وقال جل وعز (بل اياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه ان شاء) هذا مجاز والمعنى فيكشف الضر الذي من أجله دعوتموه وهو مثل (واسأل القرية) في المجاز ٣٩ وقوله جل وعز (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء) قيل البأساء الجوع والفقر والضراء نقص الاموال والانفس بالمرض والثمرات ٤٠ ثم قال جل وعز (لعلهم يتضرعون)
أي ليكون العباد على رجاء من التضرع ٤١ ثم قال تعالى (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) أي فهلا وأعلم الله النبي أنه قد ارسل قبله رسولا إلى قوم بلغ من قسوتهم هو أن أخذوا بالبأساء والضراء فلم يتضرعوا ٤٢ وقوله جل وعز (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ) قال مجاهد من رخاء الدنيا ويسرها والتقدير عند أهل اللغة فتحنا عليهم أبواب كل شئ كان


الصفحة التالية
Icon