٥١ وقوله جل وعز (قل هل يستوي الاعمى والبصير) قال مجاهد يعني المسلم والكافر ٥٢ وقوله جل وعز (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم) أي بالقرآن وخص من يخاف الحشر لأن الحجة عليهم أوكد فان كان مسلما أنذر ليترك المعاصي وان كان من أهل الكتاب أنذر ليتبع الحق ٥٣ ثم قال جل وعز (ليس لهم من دونه من ولي ولا شفيع) لأن اليهود والنصارى قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه
٥٤ وقوله جل وعز (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) قال سعد نزلت في ستة أنا وعبد الله بن مسعود وأربعة قال المشركون للنبي ﷺ (انا نستحيي أن نكون تبعا لهؤلاء) فأنزل الله عز وجل (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) إلى قوله (أليس الله بأعلم بالشاكرين) قال مجاهد نزلت في بلال وعبد الله بن مسعود
وقال غيره انما أراد المشركون بهذا أن يحتجوا على النبي ﷺ لأن أتباع الانبياء الفقراء فطلبوا أن يطردهم فيحتجوا
عليه بذلك فعصمه الله مما أرادوا منه ٥٥ وقوله جل وعز (وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين) المعنى ولا تطرد الذين يدعون ربهم فتكون من الظالمين وما من حسابك من شئ فتطردهم على التقديم والتأخير ٥٦ ثم قال جل وعز (وكذلك فتنا بعضهم ببعض) أي اختبرنا وابتلينا لأن الفقراء صبروا على الجهد مع فقرهم فكان ذلك أوكد على الأغنياء في الحجة ٥٧ ثم قال جل وعز (ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا) أي ليقول الاغنياء ٥٨ وقوله جل وعز (فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة)
السلام والسلامة بمعنى واحد ومعنى سلام عليكم سلمكم الله في دينكم وأنفسكم والسلام أسم من أسماء الله جل وعز معناه ذو السلامة وقرأ الحسن وعاصم وعيسى (كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم) بفتحها جميعا فالاولى بدل من الرحمة والثانية مؤكدة مكررة لطول الكلام


الصفحة التالية
Icon