٦٩ ثم قال جل وعز (وهم لا يفرطون) قال أبو عبيدة لا يتوانون وقال غيره معنى فرطت قدمت العجز ٧٠ وقوله جل وعز (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر) الظلمات ها هنا الشدائد والعرب تقول يوم مظلم إذا كان شديدا فإذا عظمت ذلك قالت يوم ذو كواكب وأنشد سيبوبه
بني أسد لو تعلمون بلاءنا إذا كان يوم ذو كواكب أشنعا ٧١ ثم قال جل وعز (تدعونه تضرعا وخفية) أي تظهرون التضرع وهو أشد الفقر إلى الشئ والحاجة إليه (وخفية) أي وتبطنون وسلم مثل ذلك فأمر الله النبي صلى الله عيه وسلم أن يوبخهم إذ كانوا يدعون الله تبارك وتعالى في الشدائد ثم يدعون معه في غير الشدائد الاصنام وهي لا تضر ولا تنفع ٧٢ وقوله جل وعز (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم) قال عامر بن عبد الله كان ابن عباس يقول أما العذاب (من فوقكم) فأئمة السوء وأما العذاب (من تحت أرجلكم) فخدم السوء
وقال الضحاك (من فوقكم) من كباركم (أو من تحت أرجلكم) من سفلتكم
قال أبو العباس (من فوقكم) يعني الرجم (أو من تحت أرجلكم) يعني الخسف ٧٣ ثم قال جل وعز (أو يلبسكم شيعا) الشيع الفرق والمعنى شيعا متفرقة مختلفة لا متفقة ولبست خلطت ويبينه قوله جل وعز (ويذيق بعضكم بأس بعض) قال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني الفتن والاختلاف ٧٤ وقوله عز وجل (وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل) هذا من قبل أن يؤمر بالحرب أي لست أحاربكم عنه حتى
تؤمنوا أي لست بمنزلة الموكل بكم حتى تؤمنوا ٧٥ ثم قال جل وعز (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) وهذا تهديد اما بعذاب يوم القيامة واما بالامر بالحرب ٧٦ وقوله جل وعز (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) روى شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هم الذين يستهزئون بكتاب الله نهاه الله أن يجلس معهم الا أن ينسى فإذا ذكر قام قال تعالى (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم