١٣٣ ثم قال تعالى (يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) قال مجاهد أي يزينون لهم ذاك أي يزينون لهم العمل القبيح وكذلك الزخرف في اللغة هو التزيين ومنه قيل للذهب زخرف ١٣٤ ثم قال جل وعز (ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) أي لو شاء لمنعهم من وسوستهم الانس ولكنه يبتلي بما شاء ليجزل الثواب ١٣٥ وقوله جل وعز (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) يقال صغى يصغى وصغا أنه يصغو وأصغى يصغي إذا مال كما قال الشاعر
تصغي إذا شدها بالرحل جانحة
حتى إذا ما استوى في غرزها تثب ١٣٦ ثم قال جل وعز (وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون) أي وليكتسبوا ويقال قرفت الجلد إذا قلعته ويقرأ (وليقترفوا) وفيه معنى التهديد قال قتادة صدقا فيما وعد وعدلا فيما حكم ١٣٧ وقوله جل وعز (ان يتبعون الا الظن) أعلم جل وعز أنهم ليسوا على بصائر ولا يقين وأنهم لا يتبعون الحق ويقرأ (ان ربك هو أعلم من يضل عن سبيله)
وهذا على حذف المفعول وفتح الياء أحسن لأن بعده (وهو أعلم بالمهتدين) ١٣٨ وقوله جل وعز (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه) أي مما أخلص لله وتحريم الميتة داخل في هذا ١٣٩ ثم قال جل وعز (وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه) وروى عكرمة عن ابن عباس أن المشركين قالوا للمسلمين لم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله لكم فأنزل الله جل وعز (وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم)
١٤٠ وقوله جل وعز (وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم إليه)
قال قتادة فصل بين وقرأ عطية العوفي (وقد فصل لكم) خفيفة ومعناه أبان وظهر كما قرئ (آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت) أي استبانت ١٤١ وقوله جل وعز (وذروا ظاهر الاثم وباطنه) قال قتادة أي علانيته وسره وقال غيره ظاهر الاثم الزنا وباطنه اتخاذ الاخدان والاشبه باللغة قول قتادة ١٤٢ ثم قال جل وعز (ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون)