١٤٧ وقوله جل وعز (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها) قال مجاهد أي عظماءهم وقال غيره وخص العظماء والرؤساء لانهم أقدر على الفساد ١٤٨ ثم قال تعالى (وما يمكرون الا بأنفسهم) أي ان وبال ذلك يرجع عليهم ١٤٩ وقوله جل وعز (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله) وان كانوا أعزاء في الدنيا فستلحقهم وهو الذلة يوم القيامة وفي الآية ثلاثة أقوال أحدهما أن المعنى سيصيب الذين أجرموا عند الله صغار على التقديم والتأخير والقول الثاني أن المعنى سيصيب الذين أجرموا صغار ثابت عند الله
وهذا أحسن الاقوال لأن (عند) في موضعها والقول الثالث ذكره الفراء أنه يجوز أن يكون المعنى
سيصيب الذين أجرموا صغار من عند الله وهذا خطأ عند البصريين لأن (من) لا تحذف في مثل هذا ١٥٠ وقوله جل وعز (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) روي أن عبد الله بن مسعود قال يا رسول الله هل ينشرح الصدر فقال نعم يدخل القلب نور فقال وهل لذلك من علامة فقال ﷺ (التجافي عن دار الغرور والانابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل الموت
١٥١ ثم قال جل وعز (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا) أي شديد الضيق وقرأ عمر وابن عباس (ضيقا حرجا) وروي أن عمر أحضر أعرابيا من كنانة من بني مدلج فقال له ما الحرجة فقال شجرة لا تصل إليها وحشية ولا راعية فقال كذلك قلب الكافر لا يصل إليه شئ من الايمان والخير ١٥٢ ثم قال جل وعز (كأنما يصعد في السماء) وقرأ ابن محيص وابن كثير وشبل (كأنما يصعد في السماء) وقرأ ابن عبد الرحمن المقرئ وابراهيم النخعي (كأنما يصاعد)


الصفحة التالية
Icon