١٧٥ ثم قال جل وعز (كلوا مما رزقكم الله) وهو أمر على الاباحة ١٧٦ ثم قال جل وعز (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) يعني طرقه أي طريقه الذي يحسنه لكم
وقيل تخطيه الحلال إلى الحرام وقيل يعني آثاره ١٧٧ وقوله جل وعز (ثمانية أزواج) كل فرد يحتاج إلى آخر عند العرب زوج ١٧٨ ثم قال تعالى (من الضأن اثنين) وهو جمع ضائن كما يقال راكب وركب ١٧٩ ثم قال جل وعز (ومن المعز اثنين) وهذا احتجاج عليهم أي ان كان حرم الذكور فكل ذكر حرام وان كان حرم الاناث فكل أنثى حرام واحتج عليهم بهذا لانهم أحلوا ما ولد حيا ذكرا للذكور وحرموه على الاناث ان كان انثى قال قتادة أمره الله جل وعز أن يقول لهم (آلذكرين حرم أم الانثيين أم ما اشتملت عليه أرحام الانثيين) ان كان ما اشتملت عليه أرحام الانثيين حراما فكل مولود منها حرام وكلها مولود فكلها إذا حرام وان كان التحريم من جهة الذكور من
الضأن والمعز فكل ذكر حرام عليكم وان كان من جهة الاناث
فكل أنثى حرام عليكم وكانوا يحرمون الوصيلة وأخاها على الرجال والنساء ١٨٠ ثم قال جل وعز (نبئوني بعلم ان كنتم صادقين) أي ليس عندكم علم لانهم لا يؤمنون بكتاب ١٨١ ثم قال جل وعز (أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا) أي لستم تؤمنون بكتاب فهل شهدتم الله عز وجل حرم هذا ١٨٢ ثم بين ظلمهم فقال (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا)
ثم بين أنه لا يحرم الله شيئا الا بوحي فقال (قل لا أجد فيما أوحي الي محرما على طاعم يطعمه) روي عن عائشة رحمة الله عليها (على طاعم طعمه) وعن أبي جعفر محمد بن علي (طاعم يطعمه) ١٨٤ ثم قال جل وعز (الا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا) قال قتادة المسفوح المصبوب فحرم ما كان مصبوبا خاصة فأما ما كان مختلطا باللحم فهو حلال ١٨٤ ثم قال جل وعز (فانه رجس أو فسقا أهل لغير الله به) أي ذبح لغير الله وذكر عليه غير اسم الله وسماه فسقا لأنه خارج عن الدين


الصفحة التالية
Icon