وحكى سيبويه حاوياء قيل المعنى حرمنا عليهم شحومها ثم استثنى فقال (الا ما حملت ظهورهما) ثم عطف على الاستثناء فقال (أو الحوايا أو ما اختلط بعظم) أي الا هذه الاشياء فانها حلال وقيل المعنى حرمنا عليهم شحومهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم الا ما حملت ظهورهما فيكون ما بعد (الا) استثناء على هذا القول داخلا في التحريم ويكون مثل قوله تعالى (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) و (أو) ها هنا بخلاف معنى الواو أي لا تطع هذا الضرب وقال الكسائي (الا ما حملت ظهورهما) (ما) في موضع نصب على الاستثناء والحوايا في موضع رفع بمعنى وما حملت الحوايا فعطف الحوايا على الظهور ١٨٨ ثم قال جل وعز (أو ما اختلط بعظم)
قال فعطفه على المستثنى وهذا أحد قولي الفراء وهذا أصح هذه الاقوال والله أعلم ١٨٩ ثم قال جل وعز (ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون) قال قتادة حرمت عليهم هذه الاشياء عقوبة لهم على بغيهم ١٩٠ وقوله جل وعز (فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة) قال مجاهد يعني اليهود
١٩١ وقوله جل وعز (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ) قال مجاهد يعني كفار قريش أي لو شاء الله ما حرمنا البحيرة ولا السائبة
وقال غيره فأنكر الله جل وعز عليهم هذا القول وقال (كذلك كذب الذين من قبلهم) لأنه ليس لهم أن يحتجوا بأنه من كان على معصية قد شاء الله أن تكون فهو له عذر لأنه لو كان هكذا لكان لمن خالفهم في دينهم عذر لأن الله لو شاء أن يهديه هداه ١٩٢ ثم قال جل وعز (قل فلله الحجة البالغة) أي بارساله الرسل واظهاره البينات ١٩٣ وقوله جل وعز (قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا) والاصل عند الخليل (ها) ضمت إليها (لم) ثم حذفت الالف لكثرة الاستعمال وقال غيره الاصل (هل) زيدت عليها (لم)