ثم قال ﴿وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ﴾ أي: وَأُمِرْنا أَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ واتَّقُوهُ. أَوْ يَكُونُ أَوْصَلَ الفِعْلَ بالّلامِ، والمعنى: أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ. كما أوصل باللام في قوله ﴿لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾.
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾
وقال ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ﴾ قال ﴿يَوْم﴾ مضاف إلى قوله ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ وهو نصب [١١٠ ب] وليس له خبر ظاهر و الله اعلم. وهو على ما فسرت لك.
وكذلك ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ﴾ وقال بعضهم ﴿يَوْمَ يُنْفَحُ في الصُّورِ﴾ وقال بعضهم ﴿يَنْفُخُ﴾ ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾.
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾
وقال ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ﴾ فتح اذا جعلت ﴿آزَرَ﴾ بدلاً من ﴿أَبيهِ﴾ وقد قرئت رفعا على النداء كأنه قال "يا آزَرُ"*. وقال الشاعر: [من الرجز وهو الشاهد الثالث والتسعون بعد المئة]:
إِنَّ عَلَيَّ اللهَ أَنْ تُبايِعا * تُقْتَلَ صُبْحاً أَوْ تَجِيىءَ طائَعا
فابدل "تُقْتَلَ صُبْحاً" من "تُبَايِعَ".
﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هذارَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ﴾
وقال ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الْلَّيْلُ﴾ وقال بعضهم ﴿أَجَنَّ﴾. وقال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد الرابع والتسعون بعد المئة]:
فَلَمّا أَجَنَّ اللَّيْلُ بِتْنا كَأَنَّنا * علىكَثْرَةِ الأَعْداءِ مُحْتَرِسَانِ
وقالُ: [من الرجز وهو الشاهد الخامس والتسعون بعد المئة]:
* أَجَنَّكَ اللَّيلُ وَلَمَّا تَشْتَفِ *