وإن الغيب كله عند الله تعالى، فعنده سبحانه مفاتحه لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما فى البر والبحر، ويعلم ما نكسب بالنهار ويتوفانا بالليل، ويستمر الإنسان بين الليل والنهار، حتى يقضى أجل مسمى، ثم يكون المرجع إلى الله تعالى. وأنه سبحانه فوق هذا العلم المحيط، له القوة الكاملة، فهو القاهر فوق عباده، وهو الذى يحفظ عباده، والمرجع إليه سبحانه، وهو المنجى من كل سوء، وهو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو ينزل بكم ما هو أشد، فيجعلكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض، وأن قومك قد كذبوك وما تدعو إليه وهو الحق، ولكل خبر عظيم مستقر يستقر عنده، ولست عليهم بوكيل مسئول عما يسيئون به. وإنك واجد منهم لجاجة فى الإنكار، فذكر، ولا تقعد معهم إذ يخوضون فى آياتنا، وما عليك ولا على من معك من المتقين من حسابهم من شىء، فذرهم ؟ لأنهم اتخذوا دينهم هزوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا، ولكن ذكرهم فقط حتى لا يسقطوا فى الشر إلى أقصى درجاته، وينالوا من بعد ذلك عذاب الجحيم، وقل لهم : أندعوا من دون الله ما لا يضرنا ولا ينفعنا، ونرد على أعقابنا بعد ذلك إذ هدانا الله كالذى أصابته حيرة باستهواء الشياطين له فى الأرض، فيدفعه الشيطان إلى التردى، ويدعوه أصحابه إلى الهدى، وهو حائر، وأن الهدى هدى الله، وأمرنا أن نسلم لرب العالمين وأن نقيم الصلاة، وأن نؤمن بالله وهو الذى خلق السموات والأرض ويوم يقول : كن، فيكون، وقوله الحق، وله الملك يوم القيامة، وهو الحكيم الخبير، عالم الغيب والشهادة.


الصفحة التالية
Icon