من ضلالة، فلا تجدى فيهم الآيات إلا أن يشاء الله تعالى، فلو أنزل الله تعالى عليهم الملائكة، وكلمهم الموتى معلنين بعثهم، وجمع عليهم كل شىء يكون فى المستقبل ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله، والله سبحانه وتعالى قد اختبر الأنبياء فجعل لهم من شياطين الأنس والجن أعداء يزخرف بعضهم لبعض القول ويغرونهم، ولو شاء الله تعالى ما فعلوه، فذرهم وما يفترون، وأنه لتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالغيب والآخرة، بل لا يفهمون إلا ما بين أيديهم، وبذلك يقترفون الآثام التى يقترفونها لأنهم يقولون إن هذه الحياة الدنيا هى وحدها الحياة. وأنه لا يمكن أن يكون للمؤمن حكم غير الله ؟ لأنه هو الذى أنزل الكتاب مبينا فيه كل شىء وأهل الكتاب يعرفون ذلك، ولا يصح أن يكون ذلك موضع شك، وأنه ببيان القرآن تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، وهو السميع العليم، ولا يجوز التقليد للآباء والبيئات، فإنه إن يطع النبى من فى مكة أو بلاد العرب يضل عن سبيل الله، لأن سبيل الله تعالى هى الحق والعقل، وهم يتبعون الظن ويخرصون، وربك أعلم بمن يضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين.


الصفحة التالية
Icon