تقتلوا النفس التي حرم الله - إلا بالحق - ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون. ولا تقربوا مال اليتيم - إلا بالتي هي أحسن - حتى يبلغ أشده، وأوفوا الكيل والميزان بالقسط - لا نكلف نفسا إلا وسعها - وإذا قلتم فاعدلوا - ولو كان ذا قربى - وبعهد الله أوفوا. ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلك وصاكم به لعلكم تتقون.. [ ١٥٣ - ١٤١ ]
وكذلك نرى أن هذه المسألة الجزئية الخاصة بالتحريم والتحليل في الأنعام والنذور في الأنعام والثمار، وفي الأولاد - على ما كان متبعا في الجاهلية - يربطها السياق بتلك القضايا الكبيرة: بالهدى والضلال. واتباع منهج الله أو اتباع خطوات الشيطان، وبرحمة الله أو بأسه وبالشهادة بوحدانية الله أو عدل غيرها به. وباتباع صراطه مستقيما أو التفرق عنه. ويستخدم نفس التعبيرات التي استخدمها وهو بصدد القضية الكبرى في محيطها الشامل..
كما نراه يحشد لها من المؤثرات والموحيات - في هذا الموضع وحده - مشهد الخلق والإحياء في الجنات المعروشات وغير المعروشات. ومشهد النخل والزرع مختلفا ألوانه والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه.
وموقف الإشهاد والمفاصلة. وموقف البأس والتدمير على المشركين..
وهي ذات المشاهد التي حشدها السياق في السورة كلها من قبل، وهو يتناول قضية العقيدة بجملتها، قبل أن يتعرض لهذه المناسبة الخاصة التي تتمثل فيها. ولكل هذا دلالته التي لا تخطى ء على طبيعة هذا الدين، ونظرته لقضية الحاكمية والتشريع في الكثير والقليل..


الصفحة التالية
Icon