إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت، ومخرج الميت من الحي، ذلكم الله فأنى تؤفكون فالق الإصباح، وجعل الليل سكنا، والشمس والقمر حسبانا، ذلك تقدير العزيز العليم. وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر، قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون. وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع، قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون. وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء، فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا، ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب، والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه. انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه، إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون. وجعلوا لله شركاء الجن - وخلقهم - وخرقوا له بنين وبنات بغير علم، سبحانه وتعالى عما يصفون. بديع السماوات والأرض، أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة، وخلق كل شيء، وهو بكل شيء عليم. ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه، وهو على كل شيء وكيل. لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير..
وأخيرا في موقف الابتهال والإنابة إلى الله الواحد بلا شريك، والتجرد له صلاة ونسكا، ومحيا ومماتا، واستنكار ابتغاء غيره ربا وهو رب كل شيء، ورد الأمر إليه كله في الدنيا في أمر الاستخلاف والابتلاء، وفي الآخرة في أمر الحساب والجزاء، حيث تختم السورة بهذا الابتهال الخاشع المنيب:


الصفحة التالية
Icon