وترشد الرسول ( ﷺ ) إلى اتباع هداهم وسلوك طريقهم، في احتمال المشاق وفي الصبر عليها، وتعرض لتصوير حال المكذبين يوم الحشر، وتفيض في هذا بألوان مختلفة. ثم تعرض لكثير من تصرفات الجاهلية التي دفعهم إليها شركهم فيما يختص بالتحليل والتحريم وتقضي عليه بالتفنيد والإبطال، ثم تختم السورة بعد ذلك - في ربع كامل - بالوصايا العشر التي نزلت في كل الكتب السابقة، ودعا إليها جميع الأنبياء السابقين [ قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم.. ] الآية. وتنتهي بآية فذة تكشف للإنسان عن مركزه عند ربه في هذه الحياة، وهو أنه خليفة في الأرض، وأن الله سبحانه جعل عمارة الكون، تحت يد الإنسان تتعاقب عليها أجياله، ويقوم اللاحق منها مقام السابق، وأن الله سبحانه قد فاوت في المواهب بين أفراد الإنسان لغاية سامية وحكمة عظيمة وهي " الابتلاء والاختبار " في القيام بتبعات هذه الحياة، وذلك شأن يرجع إليه كما له المقصود من هذا الخلق وذلك النظام [ وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك سربع العقاب وإنه لغفور رحيم ].
التسمية :
سميت ب " سورة الأنعام " لورود ذكر الأنعام فيها [ وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا.. ] ولأن أكثر أحكامها الموضحة لجهالات المشركين مذكورة فيها، ومن خصائصها ما روي عن ابن عباس انه قال : نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا، جملة واحدة، حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ١ صـ ٣٧٦ ـ ٣٧٧﴾