وقال ابن جزى :
﴿ قُل لِّمَن مَّا فِي السماوات والأرض قُل للَّهِ ﴾ القصد بالآية إقامة البرهان على صحة التوحيد وإبطال الشرك، وجاء ذلك بصفة الاستفهام لإقامة الحجة على الكفار فسأل أولاً، لمن ما في السموات والأرض؟ ثم أجاب عن السؤال بقوله قل لله، لأن الكفار يوافقون على ذلك بالضرورة، فيثبت بذلك أن الإله الحق هو الله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وإنما يحسن أن يكون السائل مجيباً عن سؤاله، إذا علم أن خصمه لا يخالفه في الجواب الذي به يقيم الحجة عليه ﴿ كَتَبَ على نَفْسِهِ الرحمة ﴾ أي قضاها، وتفسير ذلك بقول النبي ﷺ : إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض، وفيه " إن رحمتي سبقت غضبي "، وفي رواية : تغلب غضبي. أ هـ ﴿التسهيل حـ ٢ صـ ٤﴾
وقال البيضاوى :
﴿ قُل لّمَن مَّا فِي السموات والأرض ﴾ خلقاً وملكاً، وهو سؤال تبكيت. ﴿ قُل لِلَّهِ ﴾ تقريراً لهم وتنبيهاً على أنه المتعين للجواب بالإِنفاق، بحيث لا يمكنهم أن يذكروا غيره. ﴿ كَتَبَ على نَفْسِهِ الرحمة ﴾ التزمها تفضلاً وإحساناً والمراد بالرحمة ما يعم الدارين ومن ذلك الهداية إلى معرفته، والعلم بتوحيده بنصب الأدلة، وإنزال الكتب والإِمهال على الكفر. أ هـ ﴿تفسير البيضاوى حـ ٢ صـ ٣٩٤ ـ ٣٩٥﴾