وقال أبو حيان :
﴿ وهو يطعم ولا يطعم ﴾ أي يرزق ولا يرزق كقوله :﴿ ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ﴾ والمعنى أن المنافع كلها من عند الله، وخص الإطعام من بين أنواع الانتفاعات لمس الحاجة إليه كما خص الربا بالأكل وإن كان المقصود الانتفاع بالربا.
وقرأ مجاهد وابن جبير والأعمش وأبو حيوة وعمرو بن عبيد وأبو عمرو وفي رواية عنه ﴿ ولا يطعم ﴾ بفتح الياء والمعنى أنه تعالى منزه عن الأكل ولا يشبه المخلوقين.
وقرأ يمان العماني وابن أبي عبلة ﴿ ولا يطعم ﴾ بضم الياء وكسر العين مثل الأول فالضمير في ﴿ وهو يطعم ﴾ عائد على الله وفي ﴿ ولا يطعم ﴾ عائد على الولي.
وروى ابن المأمون عن يعقوب ﴿ وهو يطعم ولا يطعم ﴾ على بناء الأول للمفعول والثاني للفاعل والضمير لغير الله، وقرأ الأشهب :﴿ وهو يطعم ولا يطعم ﴾ على بنائهما للفاعل وفسر بأن معناه وهو يطعم ولا يستطعم، وحكى الأزهري أطعمت بمعنى استطعمت.
قال الزمخشري : ويجوز أن يكون المعنى وهو يطعم تارة ولا يطعم أخرى على حسب المصالح، كقولك هو يعطي ويمنع ويبسط ويقدر ويغني ويفقر، وفي قراءة من قرأ باختلاف الفعلين تجنيس التشكيل وهو أن يكون الشكل فرقاً بين الكلمتين وسماه أسامة بن منقذ في بديعته تجنيس التحريف، وهو بتجنيس التشكيل أولى. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾