مِن خَير أَديانِ البرِيَّةِ دِينَا
لولا الملامةُ أو حِذارُ مَسَبَّةٍ...
لوجَدْتَنِي سَمْحاً بذاكَ يَقِيناً
" فقالوا : يا رسول الله هل تنفع أبا طالب نصرته؟ قال :"نعم دفع عنه بذاك الغُلّ ولم يُقْرَن مع الشياطين ولم يَدخل في جُبّ الحيّات والعقارب إنما عذابه في نعلين من نار في رجليه يغلي منهما دماغه في رأسه وذلك أهون أهل النار عذاباً".
وأنزل الله على رسوله ""فاصبر كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ العزم مِنَ الرسل } [ الأحقاف : ٣٥ ] " وفي صحيح مسلم عن أبي هُريرة قال.
" قال رسول الله ﷺ لعمه :"قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة" قال : لولا تُعيِّرني قريش يقولون : إنما حمله على ذلك الجزَع لأقررتُ بها عينك ؛ فأنزل الله تعالى :﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن الله يَهْدِي مَن يَشَآءُ ﴾ [ القصص : ٥٦ ] "
كذا الرواية المشهورة "الجَزَع" بالجيم والزاي ومعناه الخوف.
وقال أبو عُبيد :"الخرَع" بالخاء المنقوطة والراء المهملة.
قال يعني الضّعف والخَوَر، وفي صحيح مسلم أيضاً عن ابن عباس قال قال رسول الله ﷺ :" أهون أهل النار عذاباً أبو طالب وهو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه " وأما عبد الله بن الزِّبَعْري فإنه أسلم عام الفتح وحَسُن إسلامه، واعتذر إلى رسول الله ﷺ فقبل عذره ؛ وكان شاعراً مجيداً ؛ فقال يمدح النبيّ ﷺ، وله في مدحه أشعار كثيرة ينسخ بها ما قد مضى في كفره ؛ منها قوله :
مَنع الرُّقادَ بَلابلٌ وهُمومُ...
واللَّيلُ مُعْتَلِجُ الرِّواق بَهِيمُ
مِمّا أَتاتي أَنّ أحمد لاَمَنِي...
فيه فبِتّ كأنّني مَحُمُومُ
يا خيرَ من حَمَلْت على أَوْصَالِهَا...
عَيْرَانةٌ سُرُحُ اليدينِ غَشُومُ
إنِّي لمعتذرٌ إليكَ من الَّذي...
أسْدَيْت إذْ أَنَا في الضَّلال أَهِيمُ
أيامَ تأمُرني بأَغْوَى خُطَّةٍ...


الصفحة التالية