قلنا : أن كلمة ( إذ تقام مقام ( إذا ) إذا أراد المتكلم المبالغة في التكرير والتوكيد، وإزالة الشبهة لأن الماضي قد وقع واستقر، فالتعبير عن المستقبل باللفظ الموضوع للماضي، يفيد المبالغة من هذا الاعتبار. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٥٧ ـ ١٥٨﴾
وقال الآلوسى :
والإيقاف إما من الوقوف المعروف أو من الوقوف بمعنى المعرفة كما يقال : أوقفته على كذا إذا فهمته وعرفته واختاره الزجاج أي : ولو ترى حالهم حين يوقفون على النار حتى يعاينوها أو يرفعوا على جسرها وهي تحتهم فينظرونها أو يدخلونها فيعرفون مقدار عذابها لرأيت ما لا يحيط به نطاق التعبير.
وصيغة الماضي للدلالة على التحقيق.
وقيل : إن لو بمعنى إن.
وجوزوا أن تكون ترى علمية وهو كما ترى.
وقرىء ﴿ وُقِفُواْ ﴾ بالبناء للفاعل من وقف عليه اللازم ومصدره غالباً الوقوف، ويستعمل وقف متعدياً أيضاً ومصدره الوقف وسمع فيه أوقف لغة قليلة.
وقيل : إنه بطريق القياس. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
و﴿ وقفوا ﴾ ماض لفظاً والمعنيّ به الاستقبال، أي إذ يوقفون.
وجيء فيه بصيغة الماضي للتنبيه على تحقيق وقوعه لصدوره عمّن لا خلاف في خبره.
ومعنى :﴿ وقفوا على النار ﴾ أبلغوا إليها بعد سير إليها، وهو يتعدى بـ ﴿ على ﴾.
والاستعلاء المستفاد بـ ﴿ على ﴾ مجازي معناه قوّة الاتّصال بالمكان، فلا تدلّ ( على ) على أنّ وقوفهم على النار كان من أعلى النار.
وقد قال تعالى :﴿ ولو ترى إذ وقفوا على ربّهم ﴾ [ الأنعام : ٣٠ ]، وأصله من قول العرب : وقفت راحلتي على زيد، أي بلغت إليه فحبسْت ناقتي عن السير.
قال ذو الرمّة :
وقفتُ على ربع لميّة ناقتي
فما زلتُ أبكي عنده وأخاطبه...
فحذفوا مفعول ( وقفت ) لكثرة الاستعمال.
ويقال : وقفه فوقف، ولا يقال : أوقفه بالهمزة.