وعطف عليه ﴿ فقالوا ﴾ بالفاء المفيدة للتعقيب، لأنّ ما شاهدوه من الهول قد علموا أنّه جزاء تكذيبهم بإلهام أوقعه الله في قلوبهم أو بإخبار ملائكة العذاب، فعجّلوا فتمنّوا أن يرجعوا. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :
قال الزجاج : الإمالة في النار حسنة جيدة، لأن ما بعد الألف مكسور وهو حرف الراء، كأنه تكرر في اللسان فصارت الكسرة فيه كالكسرتين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٥٨﴾
قوله تعالى ﴿فَقَالُواْ يا ليتنا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بئايات رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ المؤمنين﴾
فصل
قال الفخر :
﴿يا ليتنا نُرَدُّ﴾ يدل على أنهم قد تمنوا أن يردوا إلى الدنيا.
فأما قوله ﴿وَلاَ نُكَذّبَ بئايات رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ المؤمنين﴾ ففيه قولان : أحدهما : أنه داخل في التمني والتقدير أنهم تمنوا أن يردوا إلى الدنيا ولا يكونوا مكذبين وأن يكونوا مؤمنين.
فإن قالوا هذا باطل لأنه تعالى حكم عليهم بكونهم كاذبين بقوله في آخر الآية ﴿وَإِنَّهُمْ لكاذبون﴾ والمتمني لا يوصف بكونه كاذباً.
قلنا : لا نسلم أن المتمني لا يوصف بكونه كاذباً لأن من أظهر التمني، فقد أخبر ضمناً كونه مريداً لذلك الشيء فلم يبعد تكذيبه فيه، ومثاله أن يقول الرجل : ليت الله يرزقني مالاً فأحسن إليك، فهذا تمن في حكم الوعد، فلو رزق مالاً ولم يحسن إلى صاحبه لقيل إنه كذب في وعده.
القول الثاني : أن التمني تمّ عند قوله ﴿ياليتنا نُرَدُّ﴾ وأما قوله ﴿وَلاَ نُكَذّبَ بئايات رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ المؤمنين﴾ فهذا الكلام مبتدأ وقوله تعالى في آخر الآية ﴿وَإِنَّهُمْ لكاذبون﴾ عائد إليه وتقدير الكلام يا ليتنا نرد، ثم قالوا ولو رددنا لم نكذب بالدين وكنا من المؤمنين، ثم إنه تعالى كذبهم وبيّن أنهم لو ردوا لكذبوا ولأعرضوا عن الإيمان. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٥٨﴾
وقال الآلوسى :