عزيز الوجود دقيق المسلك - يأتي إن شاء الله تعالى عند ﴿وما كان صلاتهم عند البيت﴾ [ الأنفال : ٣٥ ] في الأنفال ما ينفع هنا فراجعه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٦٢٠ ـ ٦٢١﴾
" فائدة "
قال الماوردى :
﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُن فَتْنَتُهُمْ... ﴾ الآية. في الفتنة هنا ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني معذرتهم، فسماها فتنة لحدوثها عن الفتنة، قاله قتادة.
والثاني : عاقبة فتنتهم وهو شركهم.
والثالث : يعني بَلِيَّتُهم التي ألزمتهم الحجة وزادتهم لائمة، قاله أبو عبيد القاسم بن سلام. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
فصل
قال السمرقندى :
﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ ﴾ وأصل الفتنة في اللغة : هو الاختبار.
ويقال : فتنت الذهب في النار إذا أدخلته لتعلم جودته وإنما سمي جوابهم فتنة لأنهم حين سئلوا، اختبروا بما عندهم بالسؤال فلم يكن الجواب من ذلك الاختبار فتنة إلا هذا القول. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ﴾ أصل معنى الفتنة على ما حققه الراغب من الفتن وهو إدخال الذهب النار لتعلم جودته من رداءته ثم استعمل في معان كالعذاب والاختبار والبلية والمصيبة والكفر والإثم والضلال والمعذرة، واختلف في المراد هنا فقيل : الشرك، واختار هذا القول الزجاح ورواه عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وكأن التعبير عن الشرك بالفتنة أنها ما تفتتن به ويعجبك وهم كانوا معجبين بكفرهم مفتخرين به.
والكلام حينئذ إما على حذف مضاف كما يقتضيه ظاهر كلام البعض، وإما على جعل عاقبة الشيء عينه ادعاء وهو أحلى مذاقاً وأبعد مغزى والحصر إضافي بالنسبة إلى جنس الأقوال أو ادعائي.