قال الواحدي : الاختيار قراءة من جعل أن قالوا الاسم دون الخبر لأن أن إذا وصلت بالفعل لم توصف فأشبهت بامتناع وصفها المضمر، فكما أن المظهر والمضمر، إذا اجتمعا كان جعل المضمر اسماً أولى من جعله خبراً، فكذا ههنا تقول كنت القائم، فجعلت المضمر اسماً والمظهر خبراً فكذا ههنا، ونقول قراءة حمزة والكسائي : والله ربنا بنصب قوله ربنا لوجيهن : أحدهما : بإضمار أعني وأذكر، والثاني : على النداء، أي والله يا ربنا، والباقون بكسر الباء على أنه صفة لله تعالى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٥٠ ـ ١٥١﴾
وقال الآلوسى :
و﴿ تَكُنْ ﴾ بالتاء الفوقانية، و﴿ فِتْنَتُهُمْ ﴾ بالرفع قراءة ابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم وقرأ حمزة.
والكسائي ﴿ يَكُنِ ﴾ بالياء التحتانية و﴿ فِتْنَتُهُمْ ﴾ بالنصب، وكذا قرأ ﴿ رَبَّنَا ﴾ بالنصب على النداء أو المدح.
وقرىء في الشواذ ﴿ رَبَّنَا ﴾ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وهو توطئة لنفي إشراكهم وفائدته رفع توهم أن يكون نفي الإشراك بنفي الإلهية عنه تقدس وتعالى.
وقرأ الباقون بالتاء من فوق ونصب ﴿ فِتْنَتُهُمْ ﴾ أيضاً، وخرجوا قراءة الأولين على أن ﴿ فِتْنَتُهُمْ ﴾ اسم ﴿ تَكُنْ ﴾ وتأنيث الفعل لإسناده إلى مؤنث و﴿ أَن قَالُواْ ﴾ خبره.
وقرأ حمزة والكسائي على أن ﴿ أَن قَالُواْ ﴾ هو الاسم ولم يؤنث الفعل لإسناده إلى مذكر و﴿ فِتْنَتُهُمْ ﴾ هو الخبر.
وقراءة الباقين على نحو هذا خلا أن التأنيث فيها بناء على مذهب الكوفيين فإنهم يجيزون في سعة الكلام تأنيث اسم كان إذا كان مصدراً مذكراً وكان الخبر مؤنثاً مقدماً كقوله
: وقد خاب من كانت سريرته العذر...