وقال الطبرى :
قوله :﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) ﴾
يقول تعالى ذكره : ومن أشدُّ اعتداءً، وأخطأ فعلا وأخطأ قولا " ممن افترى على الله كذبًا "، يعني : ممن اختلق على الله قيلَ باطل، واخترق من نفسه عليه كذبًا، فزعم أن له شريكًا من خلقه، وإلهًا يعبد من دونه - كما قاله المشركون من عبدة الأوثان - أو ادعى له ولدًا أو صاحبةً، كما قالته النصارى " أو كذب بآياته "، يقول : أو كذب بحججه وأعلامه وأدلته التي أعطاها رسله على حقيقة نبوتهم، كذّبت بها اليهود " إنه لا يفلح الظالمون "، يقول : إنه لا يفلح القائلون على الله الباطل، ولا يدركون البقاءَ في الجنان، والمفترون عليه الكذب، والجاحدون بنبوة أنبيائه. أ هـ ﴿تفسير الطبرى حـ ١٠ صـ ٢٩٦﴾


الصفحة التالية
Icon