وفيه دسيسة الاعتزال بقوله : حيث قالوا : لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا.
وقال ابن عطية :﴿ ممن افترى ﴾ اختلق والمكذب بالآيات مفتري كذب ولكنهما من الكفر فلذلك نصا مفسرين ؛ انتهى.
ومعنى ﴿ لا يفلح الظالمون ﴾ لا يظفرون بمطالبهم في الدنيا والآخرة، بل يبقون في الحرمان والخذلان ونفي الفلاح عن الظالم فدخل فيه الأظلم والظالم غير الأظلم وإذا كان هذا لا يفلح فكيف يفلح الأظلم؟. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ﴾ يعني ومن أشد عناداً وأخطأ فعلاً وأعظم كفراً ممن اختلق على الله كذباً فزعم أن له شريكاً من خلقه وإلهاً يعبد من دونه كما قال المشركون من عبدة الأصنام، أو ادعى أن له صاحبه وولداً كما قلت النصارى ﴿ أو كذب بآياته ﴾ يعني كذب بحجته وأعلام أدلته التي أعطاها رسله كما كذبت اليهود بمعجزات الأنبياء وقيل معناه أو كذب بآيات القرآن الذي أنزله على محمد ﷺ ﴿ إنه لا يفلح الظالمون ﴾ يعني أنه لا ينجح القائلون على الله الكذب والمفترون على الله الباطل. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon