روى الواحدي عن ابن عبّاس أنّه سمّى من هؤلاء أبا سفيان بن حرب، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا جهل، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث، وأمية وأبيّا ابني خلف، اجتمعوا إلى النبي ﷺ يستمعون القرآن فلمّا سمعوه قالوا للنضر : ما يقول محمد فقال : والذي جعلها بيته ( يعني الكعبة ) ما أدري ما يقول إلاّ أنِّي أرى تحرّك شفتيه فما يقول إلاّ أساطير الأولين مثل ما كنت أحدّثكم عن القرون الماضية.
يعني أنّه قال ذلك مكابرة منه للحقّ وحسداً للرسول عليه الصلاة والسلام.
وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأولى.
وكان يحدّث قريشاً عن أقاصيص العجم، مثل قصة ( رستم ) و( إسفنديار ) فيستملحون حديثه، وكان صاحب أسفار إلى بلاد الفرس، وكان النضر شديد البغضاء للرسول ﷺ وهو الذي أهدر الرسول عليه الصلاة والسلام دمه فقتل يوم فتح مكّة.
وروي أنّ أبا سفيان قال لهم : إنِّي لأراه حقّاً.
فقال له أبو جهل : كلاّ.
فوصف الله حالهم بهذه الآية.
وقد نفع الله أبا سفيان بن حرب بكلمته هذه، فأسلم هو دونهم ليلة فتح مكّة وثبتت له فضيلة الصحبة وصهر النبي ﷺ ولزوجه هند بنت عتبة بن ربيعة.
و﴿ الأكنّة ﴾ جمع كنان بكسر الكاف و( أفعلة ) يتعيّن في ( فِعال ) المكسور الفاء إذا كان عينه ولامه مثلين.
والكنان : الغطاء، لأنّه يكنّ الشيء، أي يستره.
وهي هنا تخييل لأنّه شبَّهت قلوبهم في عدم خلوص الحقّ إليها بأشياء محجوبة عن شيء.
وأثبتت لها الأكنّة تخييلاً، وليس في قلب أحدهم شيء يشبه الكنان.