فإن حقيقة اللّعب ما لا ينتفع به واللّهو ما يُلتهى به، وما كان مراداً للآخرة خارج عنهما ؛ وذمّ رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال علي : الدنيا دار صدق لمن صَدَقها، ودار نجاة لمن فهِم عنها، ودار غِنىً لمن تزود منها.
وقال محمود الورّاق :
لا تُتبِع الدُّنيا وأيامَها...
ذماً وإنْ دارتْ بك الدائرهْ
من شرِف الدُّنيا ومن فضلِها...
أَن بها تُستدركُ الآخِرهْ
وروى أبو عمر بن عبدالبر عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ﷺ :" الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ما كان فيها من ذكر الله أَو أَدَّى إلى ذكر الله والعالم والمتعلم شريكان في الأجر وسائر الناسَ هَمَجٌ لا خير فيه " وأخرجه التّرمذي عن أبي هُريرة وقال : حديث حسن غريب.
وروى عن النبي ﷺ أنه قال :" من هَوَان الدُّنيا على الله أَلاَ يُعصَى إلا فيها ولا يُنالُ ما عنده إلا بتركها " وروى التَّرمذي عن سَهْل بن سعد قال قال رسول الله ﷺ :" لو كانت الدنيا تَعدِل عند الله جناحَ بَعوضة ما سَقَى كافِراً منها شَرْبةَ ماء "
وقال الشاعر :
تَسمَّعْ من الأَيام إن كنتَ حازما...
فإنّك منها بين ناهٍ وآمِرِ
إذا أَبقِت الدنيا على المرء دِينه...
فما فات من شيء فليس بضائر
ولن تَعدَل الدنيا جناحَ بَعوضةٍ...
ولا وَزْن زِفٍّ من جناحٍ لطائر
فما رِضى الدنيا ثواباً لمؤمنٍ...
ولا رِضى الدنيا جزاءً لكافر
وقال ابن عباس : هذه حياة الكافر لأنه يُزَجِّيها في غرور وباطل، فأما حياة المؤمن فتنطوي على أعمال صالحة، فلا تكون لهواً ولعباً. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾. بتصرف يسير.


الصفحة التالية
Icon