وقال الثعلبى :
﴿ قَدْ خَسِرَ ﴾ وكس وهلك ﴿ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الله ﴾ بالبعث بعد الموت ﴿ حتى إِذَا جَآءَتْهُمُ الساعة ﴾ القيامة، ﴿ بَغْتَةً ﴾ فجأة ﴿ قَالُواْ ياحسرتنا ﴾ ندامتنا ﴿ على مَا فَرَّطْنَا ﴾ قصرّنا ﴿ فِيهَا ﴾ في الطامة، وقيل : تركنا في الدنيا من عمل الآخرة.
وقال محمد بن جرير : الهاء راجعة إلى الصفقة، وذلك إنه لما تبين لهم خسران صفقتهم بيعهم الإيمان بالكفر والدنيا بالآخرة، قالوا : يا حسرتنا على ما فرطنا فيها، أي في الصفقة فترك ذكر الصفقة كما يقول ﴿ قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الله ﴾ لأن الخسران لا يكون إلاّ في صفقة بيع.
قال السدي : يعني على ما ضيعنا من عمل الجنة، يدل عليه ما روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي ﷺ في هذه الآية قال :" يرى أهل النار منازلهم من الجنة فيقولون : يا حسرتنا ". أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَاء الله ﴾ يعني : غبن الذين جحدوا بالله، وبالبعث حين اختاروا العقوبة على الثواب ﴿ حتى إِذَا جَاءتْهُمُ الساعة بَغْتَةً ﴾ يعني : فجأة ومعناه : أنهم جحدوا وثبتوا على جحودهم حتى إذا جاءتهم القيامة ﴿ قَالُواْ يا حسرتنا ﴾ يعني : يا ندامتنا وخزينا والعرب إذا اجتهدت في المبالغة في الإخبار عن أمر عظيم تقع فيه جعلته نداء كقوله :﴿ يا حسرتنا ﴾ و﴿ وَوُضِعَ الكتاب فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا ويلتنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ ُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا ﴾ [ الكهف : ٤٩ ] ويا ندامتنا ﴿ قَالُواْ يا حسرتنا على مَا فَرَّطْنَا ﴾ يعني : ضيعنا وتركنا العمل ﴿ فِيهَا ﴾ يعني : في الدنيا من عمل الآخرة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon