وقال أبو السعود :
﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ ﴾ تقريرٌ لما مر من أن على قلوبهم أكنةً مانعة من الفقه، وفي آذانهم وَقراً حاجزاً من السماع، وتحقيقٌ لكونهم بذلك من قبيل الموتى لا يُتصور منهم الإيمانُ ألبتةَ، والاستجابةُ الإجابةُ المقارنة للقَبول، أي إنما يَقبلُ دعوتَك إلى الإيمان الذين يسمعون ما يلقى إليهم سماعَ تفهمٍ وتدبُّر دون الموتى الذين هؤلاء منهم كقوله تعالى :﴿ فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى ﴾
وقوله تعالى :﴿ والموتى يَبْعَثُهُمُ الله ﴾ تمثيلٌ لاختصاصه تعالى بالقدرة على توفيقهم للإيمان باختصاصه تعالى بالقدرة على بعث الموتى من القبور، وقيل : بيانٌ لاستمرارهم على الكفر وعدمِ إقلاعهم عنه أصلاً على أن الموتى من القبور.
وقيل : بيان مستعارٌ للكفرة بناءً على تشبيه جهلهم بموتهم، أي وهؤلاء الكفرة يبعثهم الله تعالى من قبورهم ﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ للجزاء، فحينئذ يستجيبون وأما قبل ذلك فلا سبيل إليه وقرىء ( يَرْجِعون ) على البناء للفاعل من رجَع رُجوعاً والمشهورُ أوفى بحق المقام لإنبائه عن كون مرجِعِهم إليه تعالى بطريق الاضطرار. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon