﴿ فَإِن استطعت ﴾ الخ، شرطيةٌ أخرى محذوفةُ الجواب وقعتْ جواباً للشرط الأول، والمعنى إن شق عليك إعراضُهم عن الإيمان بما جئت به من البينات وعدمُ عدِّهم لها من قبيل الآيات وأحببتَ أن تجيبهم إلى ما سألوه اقتراحاً فإن استطعت ﴿ أَن تَبْتَغِىَ نَفَقاً ﴾ أي سَرَباً ومنفَذاً ﴿ فِى الأرض ﴾ تنفُذ فيه إلى جَوفها ﴿ أَوْ سُلَّماً ﴾ أي مصعداً ﴿ فِى السماء ﴾ تعرج به فيها ﴿ فَتَأْتِيَهُمْ ﴾ منهما ﴿ بِئَايَةٍ ﴾ مما اقترحوه فافعلْ وقد جُوِّز أن يكون ابتغاؤهما نفسَ الإتيان بالآية فالفاء في ( فتأتيَهم ) حينئذ تفسيرية وتنوينُ ( آية ) للتفخيم أي فإن استطعت أن تبتغيَهما فتجعلَ ذلك آيةً لهم فافعل، والظرفان متعلقان بمحذوفين هما نعتان ( لِنفقاً وسلماً ) والأول لمجرد التأكيد إذ النفقُ لا يكون إلا في الأرض، أو بتبتغي، وقد جُوِّز تعلقُهما بمحذوف وقع حالاً من فاعل تبتغي أي أن تبتغي نفقاً كائناً أنت في الأرض أو سلماً كائناً في السماء، وفيه من الدلالة على تبالُغِ حِرْصِه عليه الصلاة والسلام على إسلام قومه وتراميه إلى حيث لو قدَر على أن يأتيَ بآيةٍ من تحت الأرض أو من فوق السماء لفعل رجاءً لإيمانهم ما لا يخفى، وإيثار الابتغاءِ على الاتخاذ ونحوه للإيذان بأن ما ذُكر من النفق والسُلّم مما لا يُستطاع ابتغاؤه فكيف باتخاذه. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾