وقال الآلوسى :
﴿ وَإِن كَانَ كَبُرَ ﴾ أي شق وعظم وأتى بكان على ما قيل ليبقى الشرط على المضي ولا ينقلب مستقبلاً لأن كان لقوة دلالته على المضي لا تقلبه إن للاستقبال بخلاف سائر الأفعال وهو مذهب المبرد، والنحويون يؤولون ذلك بنحو وإن تبين وظهر أنه كبر ﴿ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ ﴾ أي الكفار عن الايمان بك وبما جئت به من القرآن المجيد حسبما يفصح عنه قولهم فيه أساطير الأولين وينبىء عنه فعلهم من النأي والنهي، ولعل التعبير بالإعراض دون التكذيب مع أن التسلية على ما ينبىء عنه قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ ﴾ [ الأنعام : ٣٤ ] كانت عنه لتهويل أمر التكذيب وهو فاعل ﴿ كَبُرَ ﴾، وتقديم الجار والمجرور لما مر مراراً.
والجملة خبر ﴿ كَانَ ﴾ مفسرة لاسمها الذي هو ضمير الشأن.
ولا حاجة إلى تقدير قد، وقيل : اسم كان ﴿ إِعْرَاضُهُمْ ﴾، و﴿ كَبُرَ ﴾ مع فاعله المستتر الراجع إلى الاسم خبر لها مقدم على اسمها، والكلام استئناف مسوق لتأكيد إيجاب الصبر المستفاد من التسلية ببيان أن ذلك أمر لا محيد عنه أصلاً.