لطيفة
قال فى البحر المديد :
قال الورتجبي بعد قوله :﴿ ولا أقول لكم إني مالك ﴾ : تواضع ﷺ حين أقام نفسه مقام الإنسانية، بعد أن كان أشرف خلق الله من العرش إلى الثرى، وأظهر من الكروبيين والروحانيين على باب الله سبحانه، خضوعًا لجبروته، وخُنوعًا في أنوار ملكوته، بقوله :﴿ ولا أقول لكم إني ملك ﴾، وليس لي اختيارٌ في نبوتي، ﴿ إن اتبع إلا ما يوحى إليّ ﴾. هل يكون من هذا وصفه، بعد كونه بصيرًا بنور الله، ورأفته به، كالذي عمي عن رؤية إحاطته بكل ذرة من العرش إلى الثرى؟ أفلا تتفكرون أن من ولد من العدم بصيرًا بنور القدم، ليس كمن ولد من العدم أعمى عن رؤية عظمته وجلاله. انتهى كلامه. أ هـ ﴿البحر المديد حـ ٢ صـ ١٢٠ ـ ١٢١﴾