وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ ﴾ ظاهره أنه لا يقطع أمراً إلاَّ إذا كان فيه وحي.
والصحيح أن الأنبياء يجوز منهم الاجتهاد، والقياس على المنصوص، والقياس أحد أدلة الشرع.
وسيأتي بيان هذا في "الأعراف" وجواز اجتهاد الأنبياء في "الأنبياء" إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى :﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعمى والبصير ﴾ أي الكافر والمؤمن ؛ عن مجاهد وغيره.
وقيل : الجاهل والعالم.
﴿ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ أنهما لا يستويان. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ إن أتبع إلا ما يوحى إلي ﴾ يعني ما أخبركم إلا بوحي من الله أنزله عليّ ومعنى الآية أن النبي ﷺ أعلمهم أنه لا يملك خزائن الله التي منها يرزق ويعطي وأنه لا يعلم الغيب فيخبر بما كان وما سيكون وأنه ليس بملك حتى يطلع على ما لا يطلع عليه البشر إنما يتبع ما يوحى إليه من ربه عز وجل فما أخبر عنه من غيب بوحي الله إليه وظاهر الآية يدل على أن الرسول ﷺ ما كان يجتهد في شيء من الأحكام بل جميع أوامره ونواهيه إنما كانت بوحي من الله إليه ﴿ قل هل يستوي الأعمى والبصير ﴾ يعني : المؤمن والكافر والضال والمهتدي والعالم والجاهل ﴿ أفلا تتفكرون ﴾ يعني أنهما لا يستويان. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾