وفي قوله : ولم تكن مفسدة دسيسة الاعتزال، وظاهر قوله :﴿ وتنسون ما تشركون ﴾ النسيان حقيقة والذهول والغفلة عن الأصنام لأن الشخص إذا دهمه ما لا طاقة له بدفعه تجرد خاطره من كل شيء إلا من الله الكاشف لذاك الداهم، فيكاد يصير كالملجأ إلى التعلق بالله والذهول عن من سواه فلا يذكر غير الله القادر على كشف ما دهم.
وقال الزمخشري :﴿ وتنسون ما تشركون ﴾ وتكرهون آلهتكم وهذا فيه بعد.
وقال ابن عطية : تتركونهم وتقدم قوله هذا وسبقه إليه الزجاج فقال : تتركونهم لعلمكم أنهم في الحقيقة لا يضرون ولا ينفعون.
وقال النحاس : هو مثل قوله ﴿ لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ﴾ وقيل : يعرضون إعراض الناسي لليأس من النجاة من قبله، و﴿ ما ﴾ موصولة أي وتنسون الذي تشركون.
وقيل :﴿ ما ﴾ مصدرية أي وتنسون إشراككم ومعنى هذه الجمل بل لا ملجأ لكم إلا الله تعالى وأصنامكم مطرحة منسية قاله ابن عطية. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon