، وأن المفعول الثاني أكثر ما يكون جملة استفهام، ينعقد منها ومما قبلها مبتدأ وخبر، يقول العرب : أرأيت زيداً ما صنع؟ المعنى : أخبرني عن زيد ما صنع! وقبل دخول أرأيت كان الكلام : زيد ما صنع - انتهى.
قلت : وحقيقة المعنى كما مر : هل رأيت زيداً؟ فلما استفهم عن رؤيته - والمراد الخبر لا البصر - عُلم أن السؤال عن بعض أحواله، فكأنه قيل : ما له؟ فقيل : ما صنع؟. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٦٣٤ ـ ٦٣٥﴾
وقال الفخر :
اعلم أنه تعالى لما بين غاية جهل أولئك الكفار بين من حالهم أيضاً أنهم إذا نزلت بهم بلية أو محنة يفزعون إلى الله تعالى ويلجأون إليه ولا يتمردون عن طاعته. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٨٣﴾
فصل
قال الفخر :
قرأ نافع ﴿أَرَأَيْتُكُم. وأرأيتكم. وأرأيت. وأفرأيت. وأرأيتك. وأفرأيتك﴾ وأشباه ذلك بتخفيف الهمزة في كل القرآن، والكسائي ترك الهمزة في كل القرآن، والباقون بالهمزة.
أما تخفيف الهمزة، فالمراد جعلها بين الهمزة والألف على التخفيف القياسي.
وأما مذهب الكسائي فحسن، وبه قرأ عيسى بن عمر وهو كثير في الشعر، وقد تكلمت العرب في مثله بحذف الهمزة للتخفيف كما قالوا : وسله، وكما أنشد أحمد بن يحيى :
وإن لم أقاتل فالبسوني برقعا.. بحذف الهمزة.
أراد فألبسوني بإثبات الهمزة.
وأما الذين قرأوا بتخفيف الهمزة فالسبب أن الهمزة عين الفعل والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٨٣ ـ ١٨٤﴾