قال أبو علي الفارسي الوجه قراءة العامة بالغدة لأنها تستعمل نكرة فأمكن تعريفها بإدخال لام التعريف عليها.
فأما ( غدوة ) فمعرفة وهو علم صيغ له، وإذا كان كذلك، فوجب أن يمتنع إدخال لام التعريف عليه، كما يمتنع إدخاله على سائر المعارف.
وكتبة هذه الكلمة بالواو في المصحف لا تدل على قولهم، ألا ترى أنهم كتبوا "الصلوة" بالواو وهي ألف فكذا ههنا.
قال سيبويه "غدوة وبكرة" جعل كل واحد منهما اسماً للجنس كما جعلوا أم حبين اسماً لدابة معروفة.
قال وزعم يونس عن أبي عمرو أنك إذا قلت لقيته يوماً من الأيام غدوة أو بكرة وأنت تريد المعرفة لم تنون.
فهذه الأشياء تقوي قراءة العامة، وأما وجه قراءة ابن عامر فهو أن سيبويه قال زعم الخليل أنه يجوز أن يقال أتيتك اليوم غدوة وبكرة فجعلهما بمنزلة ضحوة، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٩٤﴾
فائدة
قال الفخر :
في قوله ﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغداة والعشى﴾ قولان :
الأول : أن المراد من الدعاء الصلاة، يعني يعبدون ربهم بالصلاة المكتوبة، وهي صلاة الصبح وصلاة العصر وهذا قول ابن عباس والحسن ومجاهد.
وقيل : المراد من الغداة والعشى طرفا النهار، وذكر هذين القسمين تنبيهاً على كونهم مواظبين على الصلوات الخمس.
والقول الثاني : المراد من الدعاء الذكر قال إبراهيم : الدعاء ههنا هو الذكر والمعنى يذكرون ربهم طرفي النهار. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٩٤﴾
فصل
قال الفخر :
المجسمة تمسكوا في إثبات الأعضاء لله تعالى بقوله ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ وسائر الآيات المناسبة له مثل قوله ﴿ويبقى وَجْهُ رَبّكَ﴾ [ الرحمن : ٢٧ ].