ونكره لما يلحقهم في الدنيا من المصائب ؛ ثم علل ذلك بقوله :﴿كتب ربكم﴾ أي المحسن إليكم ﴿على نفسه الرحمة﴾ ثم علل ذلك بقوله واستأنف بما حاصله أنه علم من الإنسان النقصان، لأنه طبعه على طبائع الخسران إلا من جعله موضع الامتنان فقال :﴿أنه من عمل منكم سوءاً﴾ أي أيّ سوء كان ملتبساً ﴿بجهالة﴾ أي بسفه أو بخفة وحركة أخرجته عن الحق والعلم حتى كان كأنه لا يعلم شيئاً ﴿ثم تاب﴾ أي رجع بالندم والإقلاع وإن طال الزمان، ولذا أدخل الجار فقال :﴿من بعده﴾ أي بعد ذلك العمل ﴿وأصلح﴾ بالاستمرار على الخير ﴿فإنه﴾ أي ربكم بسبب هذه التوبة يغفر له لأنه دائماً ﴿غفور﴾ أي بالغ الستر والمحو لما كان من ذلك ﴿رحيم﴾ يكرم من تاب هذه التوبة بأن يجعله كمن أحسن بعد أن جعله بالغفر كمن لم يذنب، ومن أصر وأفسد فإنه يعاقبه، لأنه عزيز حكيم، وربما كانت الآية ناظرة إلى ما قذفهم به المشركون من عدم الإخلاص، ويكون حينئذ مرشحاً لأن المراد بالحساب المحاسبة على الذنوب. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٦٤٤﴾

فصل


قال الفخر :
اختلفوا في قوله ﴿وَإِذَا جَاءكَ الذين يُؤْمِنُونَ بئاياتنا﴾ فقال بعضهم هو على إطلاقه في كل من هذه صفته.
وقال آخرون : بل نزل في أهل الصفة الذين سأل المشركون الرسول عليه السلام طردهم وإبعادهم، فأكرمهم الله بهذا الإكرام.


الصفحة التالية
Icon