فصل


قال الفخر :
دلت هذه الآية على أنه لا يمتنع تسمية ذات الله تعالى بالنفس وأيضاً قوله تعالى :﴿تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ﴾ [ المائدة : ١١٦ ] يدل عليه، والنفس ههنا بمعنى الذات والحقيقة، وأما بمعنى الجسم والدم فالله سبحانه وتعالى مقدس عنه.
لأنه لو كان جسماً لكان مركباً والمركب ممكن وأيضاً أنه أحد، والأحد لا يكون مركباً، وما لا يكون مركباً لا يكون جسماً وأيضاً أنه غني كما قال ﴿والله الغنى﴾ والغني لا يكون مركباً وما لا يكون مركباً لا يكون جسماً وأيضاً الأجسام متماثلة في تمام الماهية، فلو كان جسماً لحصل له مثل، وذلك باطل لقوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء﴾ [ الشورى : ١١ ] فأما الدلائل العقلية فكثيرة ظاهرة باهرة قوية جلية والحمد لله عليه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٤﴾

فصل


قال الفخر :
قالت المعتزلة قوله :﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة﴾ ينافي أن يقال : إنه تعالى يخلق الكفر في الكافر، ثم يعذبه عليه أبد الآباد، وينافي أن يقال : إنه يمنعه عن الإيمان، ثم يأمره حال ذلك المنع بالإيمان، ثم يعذبه على ترك ذلك الإيمان.
وجواب أصحابنا : أنه ضار نافع محيي مميت، فهو تعالى فعل تلك الرحمة البالغة وفعل هذا القهر البالغ ولا منافاة بين الأمرين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٤ ـ ٥﴾


الصفحة التالية
Icon