فصل


قال الفخر :
من الناس من قال : إنه تعالى لما أمر الرسول بأن يقول لهم :﴿سلام عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة﴾ كان هذا من قول الله تعالى ومن كلامه، فهذا يدل على أنه سبحانه وتعالى قال لهم في الدنيا :﴿سلام عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة﴾ وتحقيق هذا الكلام أنه تعالى وعد أقواماً بأنه يقول لهم بعد الموت ﴿سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ﴾ [ يس : ٥٨ ] ثم إن أقواماً أفنوا أعمارهم في العبودية حتى صاروا في حياتهم الدنيوية كأنهم انتقلوا إلى عالم القيامة، لا جرم صار التسليم الموعود به بعد الموت في حق هؤلاء حال كونهم في الدنيا، ومنهم من قال : لا، بل هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقوله : وعلى التقديرين فهو درجة عالية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٥﴾
قوله تعالى ﴿أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ﴾

فصل


قال الفخر :
اعلم أن هذا لا يتناول التوبة من الكفر، لأن هذا الكلام خطاب مع الذين وصفهم بقوله :﴿وَإِذَا جَاءكَ الذين يُؤْمِنُونَ بئاياتنا﴾ فثبت أن المراد منه توبة المسلم عن المعصية، والمراد من قوله ﴿بِجَهَالَةٍ﴾ ليس هو الخطأ والغلط، لأن ذلك لا حاجة به إلى التوبة، بل المراد منه، أن تقدم على المعصية بسبب الشهوة، فكان المراد منه بيان أن المسلم إذا أقدم على الذنب مع العلم بكونه ذنباً ثم تاب منه توبة حقيقية فإن الله تعالى يقبل توبته. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٥﴾

فصل


قال الفخر :
قرأ نافع ﴿أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ﴾ بفتح الألف ﴿فَأَنَّهُ غَفُورٌ﴾ بكسر الألف، وقرأ عاصم وابن عامر بالفتح فيهما، والباقون بالكسر فيهما.
أما فتح الأولى فعلى التفسير للرحمة، كأنه قيل : كتب ربكم على نفسه أنه من عمل منكم.


الصفحة التالية
Icon