وقال أبو علي الفارسي :" وجْهُ دخول الألف واللام عليها أنه يجوز وإن كانت مَعْرِفَةً أن تُنَكَّرَ، كما حكى أبو زَيْدٍ " لقيته فَيْنَةً " غير مَصْرُوفَة " والفَيْنَةُ بَعْدَ الفَيْنَةِ " أي : الحين بعد الحين، فألحق " لام " التعريف ما استعمل معرفة، ووجه ذلك أنه يُقَدَّرُ فيه التنكير والشيوع، كما يُقَدَّرُ فيه ذلك إذا ثَنَى ".
وقال أبو جَعْفَرِ النحاس : قرأ أبو عبد الرحمن، ومالك بن دينار، وابن عامر :" بالغُدْوَةِ " قال :" وباب غُدْوَة أن يكون معرفة إلاَّ أنَّهُ يجوز تنكيرها كما تُنَكَّرُ الأسماء الأعلام، فإذا نُكَّرَتْ دخلتا الألف واللام للتعريف ".
وقال مَكّي بن أبي طالبٍ " إنما دخلت الألف واللام على " غَدَاة " لأنها نكرة، وأكثر العرب يجعل " غُدْوَة " معرفة فلا يُنَوِّنها، وكلهم يجعل " غَدَاة " نَكِرَةٌ فينوِّنها، ومنهم من يجعل " غُدْوَة " نكرة وهم الأقَلّ " فثبت بهذه النُّقُولِ التي ذكرْتُهَا عن هؤلاء الأئمةِ أن قراءة ابن عامر سَالِمَةٌ من طَعْنِ أبي عُبَيْدٍ، وكأنه - رحمه الله - لم يحفظها لغة.
وأما " العَشيُّ " فنكرةٌ، وكذلك " عَشِيَّة ".